الجمال,جمال الروح,الجمال الباطن,جمال الظاهر,جمال الباطن,القلب المخموم,مقال,
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ
إخوتي المُباركون رُوّاد مَعهد هيلبرنت؛
مقالٌ وطيبُ تذكيرٍ؛ عسى أن ننتفع به جميعًا؛
:
:
الْجَمَال هو جَمَال الباطِن : جَمَال القَلْب والرّوح
وأن تَنْقِيَة وتَصفِيَة القَلب مِن الغِل والْحِقد والحسَد ، ومِن كل خُلُق رَدِيء ، ومِن كُلّ شائبة : مَطْلَب شَرْعِي ، وتصحيح أعمَال القُلوب أحبّ إلى الله مِن كثير مِن الأعمال الظاهِرة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : عَمَلُ الْجَوَارِحِ بِدُون أعْمَال الْقُلُوب هِي مِن أعْمَال الْمُنَافِقِين التي لا يَتَقَبَّلُها اللَّه .
وقال : أَعْمَال الْقُلُوب لا تَتِمّ إلاّ بِأعْمَال الأَبْدَان .
(مجموع الفتاوى).
وتآلُف القلوب نِعمَة .
قال الله عزّ وجَلّ : (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ).
وقال تبارك وتعالى : (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ).
والقُلوب القاسِيَة لا تَوْجَل
قال الله جلّ جلاله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ).
والقُلوب القاسِيَة بَعيدة عن الله
وفي الحديث : لاَ تُكْثِرُوا الكَلاَمَ بِغَيْر ذِكْر الله ؛ فَإنّ كَثْرَةَ الكَلاَم بِغَيْر ذِكْر الله قَسْوَةٌ لِلْقَلْب ، وَإنّ أَبْعَد النَّاس مِن الله القَلْبُ القَاسِي . رواه الترمذي .
والله عزّ وجَلّ يَنظر إلى ما في القُلوب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يَنظر إلى صُوَركم وأمْوَالكم ، ولكن يَنظر إلى قُلوبِكم وأعمالكم ". رواه مسلم.
قال ابن القيم : اعلَم أن الْجَمَال يَنقَسِم قِسْمَيْن : ظاهِر وبَاطِن .
فالْجَمَال البَاطِن هو الْمَحبوب لِذَاته ، وهو جَمَال العِلْم والعَقل والْجُود والعِفّة والشّجَاعة ، وهذا الجمال الباطن هو مَحَلّ نَظَر الله مِن عَبْدِه ، ومَوْضِع مَحَبّته ...
وهذا الجمال الباطن يُزَيّن الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جَمَال ، فَتَكْسُوا صَاحِبها مِن الْجَمَال والْمَهَابَة والْحَلاوة بِحَسب ما اكتَسَتْ رُوحه مِن تلك الصّفَات ؛ فإن المؤمِن يُعْطَى مَهَابَة وحَلاوة بِحَسب إيمانه ، فمَن رَآه هَابَه ، ومَن خَالَطه أحَبّه . وهذا أمْر مَشْهود بِالعَيان ، فإنك تَرَى الرَجُل الصالِح الْمُحْسِن ذا الأخلاق الْجَمِيلة مِن أحْلَى الناس صُورة ، وإن كان أسود أو غير جَمِيل ، ولا سيما إذا رُزِق حَظّا مِن صلاة الليل ، فإنها تُنَوّر الوَجْه وتُحَسّنه .
ومِمّا يَدُلّ على أن الْجَمَال البَاطِن أحسَن مِن الظاهِر : أن القُلُوب لا تَنْفَكّ عن تَعظِيم صَاحِبه ، ومَحَبّته والْمَيْل إليه .
(روضة الْمُحِبّين).
وقال ابن القيم في نُونِيّتِه " الكَافِيَة الشّافِيَة " :
فالقَلْب بَيْت الرّبّ جَلّ جَلاله *** حُبّا وإخْلاصًا مع الإحسَان.
............................
المصدر/ شبكة مشكاة الإسلاميّة.
مَعَ جديدٍ انتقاءاتِ القراءة الحُرّة؛ بإذن الله تعالى.
في أمانِ الله.